أبرز ما ورد في كلمة رئيس وزراء باكستان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

إعداد: وحدة الشؤون السياسية بمركز إندس للدراسات الباكستانية –
ألقى دولة رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، خطابًا شاملاً أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض فيه التحديات العالمية الراهنة، مع تركيز خاص على التوترات الإقليمية مع الهند، ودور ترمب في إحلال السلام بجنوب آسيا، والأزمة الإنسانية في غزة، وقضية تغير المناخ، ودور باكستان في تعزيز السلام والأمن الدوليين.
افتتح خطابه بالتأكيد على أن العالم اليوم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، حيث تتصاعد النزاعات، ويُستباح القانون الدولي، وتتضاعف الأزمات الإنسانية، بينما يظل الإرهاب تهديدًا قائمًا، وتعمل الأخبار الكاذبة على تقويض ثقة الشعوب. وأشار إلى أن تغيّر المناخ بات التهديد الوجودي الأكبر للبشرية، مضيفًا أن دولًا مثل باكستان تتحمل تبعاته الكارثية رغم مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات العالمية.
التوترات مع الهند
تطرق شهباز شريف إلى التطورات الأخيرة على الجبهة الشرقية، مؤكدًا أن الهند شنت عدوانًا غير مبرر في مايو الماضي. وأشاد ببسالة القوات المسلحة الباكستانية، بقيادة القائد الأعلى الفريق أول الركن سيد عاصم منير، التي تصدت لهذا العدوان بعملية عسكرية عكست أعلى درجات الاحترافية والشجاعة. وأوضح أن سلاح الجو الباكستاني، بقيادة الفريق أول الطيار ظهير بابر صديق، تمكن من إسقاط سبع طائرات هندية وتحويلها إلى حطام.وأضاف أن الهند سعت لاستغلال مأساة إنسانية لأغراض سياسية عبر رفضها مقترح باكستان بإجراء تحقيق دولي مستقل في حادثة بهلغام، وبدلاً من ذلك استهدفت مدنًا باكستانية ومدنيين أبرياء. وأكد أن باكستان، رغم تفوقها الميداني، اختارت السلام ووافقت على وقف إطلاق النار بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه أظهر شجاعة ورؤية قيادية استثنائية حالت دون اندلاع حرب كارثية في جنوب آسيا.
جائزة السلام لترمب والشكر لشركاء باكستان
وفي هذا السياق، أعلن أن بلاده رشحت الرئيس ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام تقديرًا لدوره، كما أعرب عن امتنان باكستان لشركائها وأصدقائها، وفي مقدمتهم الصين وتركيا والسعودية وقطر وأذربيجان وإيران والإمارات، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، على دعمهم الدبلوماسي.وجدد رئيس الوزراء الباكستاني دعوة بلاده للحوار الشامل مع الهند حول القضايا العالقة كافة، بما في ذلك كشمير وموارد المياه، محذرًا من أن أي انتهاك لسيادة باكستان سيواجه برد حاسم وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. كما دعا إلى إجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة في كشمير، لضمان حق الشعب الكشميري في تقرير مصيره.
الأزمة في غزة
أكد شهباز شريف رفضه القاطع للعدوان الإسرائيلي على غزة، واصفًا إياه بالإبادة الجماعية، مشددًا على أن ما يجري بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال، يشكل إحدى أفظع المآسي الإنسانية في عصرنا. وجدد مطالبة بلاده بوقف فوري لإطلاق النار، ودعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967، وعاصمتها القدس الشريف، معربًا عن أمله في أن تنضم فلسطين قريبًا إلى الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية.
التغير المناخي والتحديات العالمية
أشار رئيس الوزراء إلى أن باكستان، رغم مساهمتها بأقل من 1% من الانبعاثات العالمية، تكبدت خسائر فادحة جراء الفيضانات المدمرة التي أدت إلى نزوح الملايين وخسائر بمليارات الدولارات. واعتبر أن هذا الظلم المناخي يتطلب استجابة وتعاونًا دوليًا عاجلًا.كما تطرق إلى الأزمة في أوكرانيا، مؤكدًا دعم باكستان لحل سلمي يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وفي ملف مكافحة الإرهاب، ذكر أن بلاده فقدت أكثر من 90 ألف شخص وخسرت 150 مليار دولار خلال عقدين من الحرب ضد الإرهاب، مشددًا على استمرارها في مواجهة الإرهاب العابر للحدود، بما في ذلك الانتهاكات المدعومة من الهند.
التزام باكستان بمبادئ السلام
اختتم شهباز شريف كلمته بالتأكيد على أن السياسة الخارجية لبلاده تقوم على مبادئ السلام والاحترام المتبادل والتعاون. وأوضح أن باكستان، بصفتها عضوًا في مجلس الأمن، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة، ومنع النزاعات، وتعزيز السلام والازدهار العالمي.وفي ختام كلمته، دعا المجتمع الدولي إلى استلهام ذكرى تأسيس الأمم المتحدة لبناء مستقبل يكرّس الأمل والعدالة للأجيال القادمة.
