
إندس – إسلام آباد –
شدد خبراء وبرلمانيون باكستانيون على ضرورة الإسراع في التحول نحو الطاقة النظيفة والميسّرة، وتوسيع مساحات الغابات ومشاريع التشجير ، في ظل ما تتعرض له البلاد من موجات حر شديدة وفيضانات مدمّرة، خصوصاً في إقليم خيبر بختونخوا. كما دعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، واستعادة الأنظمة البيئية مثل دلتا الإندس، إلى جانب دعم التمويل الأخضر.جاء ذلك خلال مهرجان “أفلام الشباب من أجل العدالة المناخية 2025” الذي نظمه اتحاد “إندس للمناخ”، وهو منظمة تُعنى بقضايا المناخ والتنمية والعمل الإنساني، بمشاركة برلمانيين ودبلوماسيين وأكاديميين وناشطين بيئيين. وقال رئيس الاتحاد، السيد لياقت علي، إن المهرجان أصبح منصة بارزة للشباب للتعبير عن إبداعاتهم والمساهمة في حركة العدالة المناخية، مشيراً إلى أن باكستان باتت من أكثر الدول عرضة لموجات الحر والجفاف والفيضانات المفاجئة التي تهدد المجتمعات والأنظمة البيئية والاقتصاد الوطني.
من جانبها، حمّلت السيناتورة شيري رحمن، رئيسة لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمناخ، الدول الصناعية المتقدمة مسؤولية تفاقم الأزمة المناخية، مؤكدة أن باكستان التي لا تتجاوز انبعاثاتها 1% من إجمالي الانبعاثات العالمية تدفع ثمن “الجشع الصناعي” للدول الكبرى. وأضافت أن التغير المناخي “أزمة عالمية صنعتها الدول الغنية لكنها تدمر بشكل غير متكافئ الدول الهشة مثل باكستان”، مشيرة إلى أن حرق المحاصيل والمصانع التقليدية والتوسع العمراني غير المنضبط يفاقم معاناة الشعب.واستحضرت شيري كارثة فيضانات عام 2022 التي أغرقت ثلث مساحة البلاد، فضلاً عن الكوارث الأخيرة التي أودت بحياة المئات في 63 منطقة، ووصفتها بأنها “ظلم مناخي”، في وقت لا يزال فيه أكثر من 7 تريليونات دولار تُنفق سنوياً على دعم الوقود الأحفوري عالمياً. وحذّرت من أن موجات الحر القياسية وارتفاع مستوى البحار وإزالة الغابات يهددون الزراعة والثروة الحيوانية وبقاء الإنسان في باكستان، داعية إلى تحرك داخلي عاجل يشمل زيادة الغطاء الحرجي، وتنظيم التوسع العمراني، وتشجيع الشركات الناشئة منخفضة البلاستيك، وتوسيع الاستثمار في الطاقة المتجددة.وأضافت أن “باكستان تحتل بالفعل المرتبة السادسة عالمياً في استخدام الطاقة الشمسية، ويستثمر إقليم السند بكثافة في مشاريع الطاقة النظيفة. علينا أن نبني قدرتنا على الصمود بما نملك، وأن نحمي شعبنا، فحماية الطبيعة باتت مسألة بقاء وطني”.من جانبه، أشار السيناتور بونجو مال بهيل، عضو لجنة مجلس الشيوخ للطاقة، إلى أزمة انقطاع الكهرباء في إقليم “ثار”، حيث تصل مدة الانقطاع إلى 18 ساعة يومياً، ما يحرم الطلاب ورواد الأعمال الشباب من أبسط مقومات التعليم والعمل. وقال: “الكهرباء اليوم حق أساسي من حقوق الإنسان. وبدونها، يُحرم شبابنا من فرص التعلم والعمل والاندماج في الاقتصاد الرقمي. وإذا لم نوفر لهم طاقة نظيفة وميسّرة، فلن يبقى أمامهم سوى التكدس في الوظائف الحكومية المحدودة”.
