الأخبارثقافات باكستانيةثقافةثقافة وتاريخعجائب وغرائبمنوعات

فتح “باب الجنة” في باكبتن يُثير جدلًا حول المعتقدات الشعبية في باكستان

إندس- لاهور-
فُتح اليوم “باب الجنة” المعروف محليًا بـ”بہشتی دروازہ” في مدينة باكبتن الباكستانية، وهو تقليد سنوي يُفتح فيه هذا الباب لمدة خمسة أيام، بين صلاتي العشاء والفجر، حيث يُتوقع أن يمر من خلاله نحو 150 ألف زائر يوميًا. وتشهد باكبتن هذا الحدث الغربب ضمن فعاليات العرس السنوي للعارف بالله والقطب الصوفي الكبير الشيخ فريد الدين مسعود الشهير ببابا “فريد غنج بخش” أحد أبرز أعلام التصوف في شبه القارة الهندية. وتستمر الفعاليات لمدة ١٥ يوما وسط حضور كثيف من الزوار القادمين من مختلف أنحاء باكستان وخارجها. ويعتقد الزوار أن عبور هذا الباب فرصة لغفران الذنوب في طقس صوفي شعبي متوارث. ويتم فتح باب الجنة في مراسم رسمية على يد سادن الضريح الشيخ مسعود جستي الفاروقي.
ويعتقد آلاف الباكستانيين ممن يتوافدون من مختلف المناطق أن المرور من هذا الباب المقدس مرة واحدة يكفي لمحو جميع الذنوب، وأنه أحد أبواب الجنة، في مشهد يمزج بين الإيمان الشعبي والطقوس الصوفية المتجذرة في الثقافة الدينية المحلية. ومن المقرر أن يغلق باب الجنة فجر يوم العاشر من محرم، على أن يغلق أيضا “الباب النوري ” للضريح لمدة أربعين يومآ حدادا على شهداء كربلاء، بينما تستمر الشعائر الرمزية في محيط الضريح. وقد علق أحد الزوار قائلا :” نأتي إلى هنا من أماكن بعيدة كل عام لننال بركة المرور من هذا الباب المبارك، فهي فرصة إيمانية لغفران الذنوب ولحظة روحانية لا توصف”.
اللافت أن هذا المفهوم لا مثيل له في الأماكن الإسلامية الثلاثة المقدسة؛ فالمسجد الحرام يضم 243 بابًا، والمسجد النبوي الشريف ٨٣ بابا، والمسجد الأقصى ١٥ بابًا، أي أن مجموع أبوابها مجتمعة يبلغ اكثر من ٣٦٠ بابا، ولم يُنسب لأيٍّ منها مثل هذه الخصوصية التي تُنسب إلى باب الجنة في باكبتن.
ويتساءل المراقبون والموحدون عن الكيفية التي كان يعتمدها المسلمون في شبه القارة الهندية لغفران الذنوب قبل القرن الثالث عشر، حين برز هذا الباب ضمن التقاليد الدينية المحلية.
الجدير بالذكر أن هذا الباب كان شاهدًا على حوادث مأساوية؛ ففي عام 2021 أدى التدافع عنده إلى وفاة 27 شخصًا، كما شهد في عام 2010 هجومًا انتحاريًا أودى بحياة ستة أشخاص، حيث حاول المهاجم العبور من الباب معتقدًا أنه سينال “شرف” دخول الجنة برفقة ضحاياه.
ولعل هذا الطقس يبدو للقارئ العربي غريبا، ولكن يحظى هذا الطقس الديني باهتمام بالغ لدى الحكومة الباكستانية، حيث تشرف رئيسة وزراء البنجاب مريم نواز على هذه الفعاليات بشكل مباشر، وتقوم السلطات المحلية بالتعاون مع وزارة الأوقاف بوضع ترتيبات خاصة للزوار، تشمل توفير الطعام المحاني “لنغر” والمياه والخدمات الطبية المجانية، بالإضافة إلى ترتيبات أمنية مشددة. وتقوم وزارة الإعلام ببث هذه الفعالية على التلفزيون الباكستاني الرسمي بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى