المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز: د. عبدالغني أنجم
تحقيقات صحفيةتحليلاتخبر و تعليقمحليات

فضيحة دبلوماسية: سيدة موالية لنتنياهو ضمن وفد باكستاني رسمي في الأمم المتحدة

إندس – إسلام آباد/واشنطن –

في حادثة مثيرة للجدل ألهبت الرأي العام داخل باكستان وخارجها، ادعت البريطانية من أصول باكستانية شمع جانجوا أن وزارة الخارجية الباكستانية سلّمتها ملفات حساسة تتعلق بجدول زيارة الوفد الباكستاني إلى الولايات المتحدة، متضمنةً أجندات الاجتماعات المغلقة والموضوعات المقرر مناقشتها مع المسؤولين الأميركيين.وذكرت جانجوا عبر حسابها على منصة “إكس” أنها كانت تقيم في الفندق ذاته الذي أقام فيه الوفد الباكستاني في لندن قبل المغادرة لنيويورك، وخلال إنذار طارئ – وصفته بأنه حريق أو زلزال – هرع الجميع إلى الخارج، بينما بقيت هي ممسكة بالملفات “السرية” داخل الفندق، لتحتفظ بها لنفسها رغم خطورة محتواها.ولم يتوقف الجدل عند هذه النقطة، إذ ظهرت جانجوا في اليوم التالي إلى جانب وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أثناء إلقائه كلمة باكستان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نيابة عن رئيس الوزراء شهباز شريف. وقد علّقت على حضورها بالقول: “يشرفني أن أكون ضمن الوفد الباكستاني المشارك في أعمال الجمعية العامة”، ما أثار تساؤلات حول صفتها الرسمية وعلاقتها بالوفد.

خلفية مثيرة للجدل

شمع جانجوا معروفة بمواقفها الداعية صراحةً إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين باكستان وإسرائيل، كما لا تخفي ولاءها السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهي مقيمة في لندن وتحمل الجنسية البريطانية، وكانت قد زارت إسرائيل قبل عامين مستخدمة جواز سفرها البريطاني، لكنها ادعت حينها – خلافًا للواقع – أنها سافرت بجواز باكستاني، في مخالفة واضحة للقانون الباكستاني الذي يحظر سفر مواطنيه إلى إسرائيل.

غضب وانتقادات داخلية

الحادثة أثارت عاصفة من الانتقادات. فقد علّق وزير الإعلام الأسبق فؤاد تشودري متسائلًا: “كيف يمكن لوزير الدفاع أن يلقي خطابًا في الأمم المتحدة يهاجم فيه نتنياهو، بينما تجلس بجواره سيدة تُعلن ولاءها لنتنياهو علنًا؟”، داعيًا وزارتي الدفاع والخارجية إلى تقديم إيضاحات للرأي العام بشأن صفتها ودورها في الوفد. ويرى السيناتور مشاهد حسين أن السيدة المذكورة تعاني من مرض نفسي؛ لذلك قامت بنشر هذه التفاصيل الحساسة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ في حين الواقع لا يستدعي نشر ذلك، حتي ولو كانت ضمن الوفد الرسمي. وأضاف حسين: هي بقيام نشر التفاصيل فتحت باب الإثارة والنقاش، ولعلها تحب وتفضل أن يتناقش الناس حولها.

وبعد الضغوط الشعبية والإعلامية، أصدر وزير الدفاع خواجة محمد آصف بيانًا توضيحيا عبر حسابه على إكس قال فيه: “أنا لا أعرف من الذي سمح لهذه السيدة بالجلوس إلى جانبي، وهذه مسؤولية وزارة الخارجية أن توضح للمواطنين الباكستانيين صفتها الرسمية. أما موقفي من الاحتلال الإسرائيلي فهو واضح منذ بداية مسيرتي السياسية، حيث كنت وما زلت أهاجم هذا الكيان على الملأ، وأرفضه رفضًا قاطعًا.”

تساؤلات مفتوحة

ورغم محاولة الوزير التنصل من المسؤولية، بقيت التساؤلات مطروحة:كيف لامرأة لا تشغل أي منصب حكومي باكستاني أو بريطاني أن ترافق رسميًا وفدًا باكستانيًا في أهم محفل دولي؟ويرى مراقبون أن حضور جانجوا إلى جانب الوفد ربما يعود إلى علاقاتها السياسية المعلنة بولاءها الشديد لقيادات حزب نواز شريف وحزب زرداري، فضلًا عن ادعائها قربها من بعض القادة العسكريين. وتستشهد بذلك في سيرتها الإعلامية بالإشارة إلى أنها تحمل درجة الدكتوراه من جامعة الدفاع الوطنية في إسلام آباد، ما يعزز – وفق مراقبين – محاولتها الظهور بصفة رسمية أو شبه رسمية.

أبعاد سياسية حساسة

ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه العلاقات الباكستانية – الأميركية مرحلة حساسة، بينما تبقى قضية فلسطين وكشمير في قلب الخطاب الرسمي الباكستاني. الأمر الذي يجعل حادثة مرافقة شخصية مثيرة للجدل مثل شمع جانجوا للوفد الباكستاني أمام الأمم المتحدة عاملًا يثير الشكوك حول كفاءة المؤسسات الباكستانية في ضبط قوائمها الرسمية ومنع تسلل شخصيات تحمل أجندات تتعارض مع الثوابت الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى