المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز: د. عبدالغني أنجم
مقال رأيمقالات

في اليوم الوطني السعودي نستذكر المواقف الإنسانية للمملكة

– كتبه/ الشيخ زاهد محمود القاسمي (رئيس مجلس علماء باكستان المركزي)-

يُعتبر يوم 23 سبتمبر يومًا مهمًا وتاريخيًا في مسيرة المملكة العربية السعودية؛ ففي مثل هذا اليوم من عام 1932 وحّد الملك عبد العزيز – رحمه الله – القبائل العربية تحت راية واحدة، وأسس الدولة السعودية الحديثة. البذرة التي غرسها آنذاك تحولت اليوم إلى شجرة وارفة تظلل الأمة الإسلامية برعايتها.وخلال خمسةٍ وتسعين عامًا، حققت المملكة إنجازات رائدة في الاقتصاد، والثقافة، والتعليم، والتكنولوجيا، والرياضة، حتى غدت نموذجًا يُحتذى به عالميًا. وبعد الملك المؤسس، واصل أبناؤه حمل الأمانة بكل إخلاص حتى وصلت المسيرة اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث خطت المملكة خطوات واسعة نحو التقدم من خلال رؤية 2030.لم تقتصر إنجازات المملكة على مواطنيها فحسب، بل امتدت إلى العالم الإسلامي أجمع؛ إذ وفرت المنح التعليمية لطلاب باكستان ودول عديدة. كما كان للمملكة دور قيادي في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، حيث دافعت عنها في المحافل الدولية، وحشدت الدعم العالمي ولا سيما في الأمم المتحدة، لتبقى صوتًا بارزًا في دعم الحق الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة كضرورة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

وفي الأوقات العصيبة، لم تتخلَّ المملكة عن باكستان، فكانت إلى جانبها في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، وقدمت المساعدات الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث سلّم السفير السعودي نواف بن سعيد المالكي مؤخرًا مساعدات إغاثية لضحايا الفيضانات في باكستان، وهو موقف محل تقدير عميق من الشعب الباكستاني.كما تميزت مواسم الحج الأخيرة باستخدام أحدث التقنيات لتأمين الحجاج وتسهيل أداء المناسك في أجواء آمنة ومريحة. ومن أبرز المبادرات مشروع طريق مكة الذي أتاح إنهاء إجراءات الجمارك والهجرة في مطارات باكستان قبل السفر، مما أعفى الحجاج من الإجراءات عند الوصول إلى الأراضي المقدسة.تولي المملكة أهمية كبرى للتحول الرقمي، حيث يشكل المنتدى الرقمي خطوة واعدة لدعم الاقتصاد وتعزيز مكانة السعودية عالميًا. وفي هذا السياق، فإن التعاون بين السعودية وباكستان في مجال التكنولوجيا يعد ضرورة ملحة، مع حرص الحكومة الباكستانية على تشجيع المستثمرين السعوديين للاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة وتوفير بيئة تجارية صديقة لهم. ولا شك أن هذا التعاون يعزز العلاقات الدفاعية والاقتصادية بين البلدين ويمنحها آفاقًا جديدة.

ولعل أبرز رموز هذه الأخوة التاريخية أن باكستان أطلقت عام 1979 اسم الملك فيصل – رحمه الله – على مدينة “لاهور القديمة ” لتصبح فيصل آباد، كما وضع إمام الحرم المكي الراحل الشيخ عبد الله بن سبيل عام 1976 حجر الأساس للجامع الكبير في غلام محمد آباد بمدينة فيصل آباد.وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، يتقدم مجلس علماء باكستان المركزي بخالص التهاني والتبريكات إلى القيادة السعودية وإلى الشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني الـ95، سائلين الله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية، ويديم عليها الأمن والاستقرار والازدهار، وأن يعزز أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين الباكستاني والسعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى