المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز: د. عبدالغني أنجم
مقال رأيمقالات

في ذكرى العيد الوطني: السعودية: رسالة خالدة، وحكم رشيد، ومشاريع طموحة

كتبه/ د. عبدالرحمن بحر (المستشار الإعلامي بمركز إندس للدراسات الباكستانية)-

تتمثّل الذكرى المستحقة في الاحتفال باليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر من كل عام ذكرى صمود ملهم للاستمرار في خطى الوحدة والازدهار، وما رسمه مؤسسها الملك المفدى عبدالعزيز آل سعود. الذي فَدَى المملكة الحديثة بالوحدة بعد شتات، والنهضة الطموحة التي كان عنوانها العزم والحزم، والأمن من بعد اضطراب، والرخاء بعد مسغبة. هذه العناوين الرئيسة تكتنز في خَلد كل مواطن وفي، ومحبي القيادات السعودية التي واصلت المسير بالروح النابضة في جسد الأمة السعودية التي تتالت عليها منظومة الحكم الرشيد، والملك العضود. فحوى الاحتفال بذكرى التأسيس في يوم الوطن آيات بينات انطلقت منها أسس الذكرى الملهمة مرتسمة فيها شكر نعمة التوحيد، وتجديد العهد، والعمل الدؤوب في اِبداع مشاريع مستقبلية طموحة، كان تاج مركزها في الرؤية 2030.

أولًا: رسالة خالدة:ما يميز المملكة العربية السعودية توحيد قيادتها مع شعبها الوفي في التمسك بأصالة الانتماء بمبدأ الشرع الحنيف، والوسطية السمحة التي لم تزل تزيّن دواوين الدولة ومؤسساتها الحديثة، كما تمثّل سمة بارزة في أسس بناء السعودية الحديثة التي أضحت أنموذجًا للسلم والنماء والوحدة، ونموذجا يحتذى به للجمع بين الدين والدنيا.

ثانيًا: الحكم الرشيد: قيادة المملكة العربية السعودية التي تعاقبت على سدة الحكم يميزها الثبات والأمانة والعزم في إدارة الدولة والتأكيد على مبدأ الشفافية،والتي تميزها عن بقية الدول العربية – الإسلامية في التناسق التام بين القيادتين الحكمية والدينية، والتي أبت على الخطط الماكرة في التفريق بينها أو الخدش في عهد القديم المتجدد دوما. مست الدول من حول المملكة العربية السعودية الكثير من حالات الاضطرابات الأمنية، والزعزعة السياسية؛ التي أصبحت خصلة سالبة تتلبب كثيرا من الدول العربية والإسلامية، بيد أنها نأت عن تلكم الارتدادات والاضطرابات المجتمعية العريضة. وإن دل كل هذا فإنما يدل على الروية التي تتسم بها القيادة السعودية في الحكمة البالغة في التأكيد على مبدأ الأصالة والتجديد من غير خدش بالمقدسات أو الأصول الحكمية الشرعية، رغم ما وجهت به في مرات وكرات.

ثالثًا: مشروعات طموحة: أصبحت المملكة العربية السعودية محط الاستثمارات والمشاريع الناجحة والتجارات العابرة، وذلك كله بسبب سياساتها المستقرة أمنيا، واقتصاديا، وسياسيا، فلا غرو أن تسابقت إليها كبريات الشركات العالمية، ورجال المال والأعمال قاصدين الرياض في شراكة ذكية تمثّل مصالح مشتركة أسسها الاحترام المتبادل، لمبدأ الشراكات الإقليمية والدولية. يعد مشروع نيوم العملاق مركزًأ يؤطر الأنموذج الاقتصادي الرقمي القائم على رؤى علمية وتكنولوجية تتعد مصالح ومنافع إلى حتى استصحاب دول المحيط الإقليمي لاستكشاف شراكات دولية واعدة. جاء الطفرة الإستراتيجية في الرؤية 2030 والتي اجتاحت كل مفاصل الدولة ومؤسساتها العتيدة، ومناحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والتكنولوجية. وهو ما عمل على نقل المملكة العربية السعودية أن تكون محط المعارض الدولية، والشركات العابرة للقارات، والشراكات الطموحة والذكية.

رابعا: ثوابت الأمة الإسلامية: تعد سياسة المملكة العربية السعودية تجاه الدولة الإسلامية الراعي الأول، والضامن لمصالحها في عالم متقلب السياسيات والاضطرابات الأمنية، فرغم ما تقوم به بعض الدول من التسرع في اتخاذ قرارات مصيرية مثل قضية فلسطين بالتهور في اتخاذ المواقف السياسية ذات الأبعاد الإستراتيجية، أو الولوغ في وحل التقديرات الأمنية الخاطئة التي أوردت القضية موارد المهالك، والتي بيّنت خطل المناهج الباطلة في معالجة قضايا الأمة العربية – الإسلامية؛ ظلت المملكة العربية السعودية الصوت الأوحد في التأكيد على ضرورة التمسك بحل الدولتين وحمل بقية الدول العربية – الإسلامية للوقوف صفا واحدا خلف إخوانهم وأشقاءهم الفسلطينيين.

خامسا: التأكيد على مبدأ الوسطية: تمتاز قيادة المملكة العربية السعودية واتحادها الديني في التأكيد على مبدأ الشراكة الدينية – الدنوية برهانا على وسطية الإسلام والتأكيد على عدم الفصل بين القيادتين بالتهورات السياسية التي أدل دليل عليها دعاوى الاضطراب السياسي العريض الذي شاهدها الوطن العربي فيما يسمى بثورات الربيع العربي – وما يتعلق بذلك من موجة الغلو والتطرف التي اجتالت فتنته العالم العربي – الإسلامي – وليس بعيدًا من ذلك دعاوى الجماعات الإرهابية التي جعلت الفجوة بين الحاكم والمحكوم، وسعت في القطيعة الدينية بين الشعوب الإسلامية، والترويج للأفكار الضالة، وما تقوم به من توزيع الفتاوى التكفيرية أو دعاوى الثورات على الأنظمة العربية، ووصف شعوبها بالفاسدة أو دعوتها إلى ضرورة الخروج على حكامها أو السعي في تربية جيل مصادم لحقائق المسلمات الإسلامية – بصدد ذلك تبنت المملكة الريادة في محاربة هذه الأفكار الضالة بالسعي في التوعية والتنوير الإيجابي بسماحة الدين ووسطيته في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى