كلمة إندسمقالات

موقف مؤسس باكستان محمد علي جناح من الكيان الصهيوني

كلمة إندس-
يُعد موقف القائد الأعظم محمد علي جناح، مؤسس جمهورية باكستان الإسلامية، من القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني من أبرز المواقف الأخلاقية والسياسية التي رسّخت دعائم السياسة الخارجية الباكستانية منذ تأسيس الدولة. فقد عبّر جناح بوضوح عن رفضه الكامل للمشروع الصهيوني، ورفض الاعتراف بإقامة “دولة إسرائيل” على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد جاء موقف جناح الحازم في فترة حساسة من تاريخ المنطقة، تحديدًا بين عامي 1947 و1948، حيث أعلن في تصريحات متعددة أن “باكستان لن تعترف بإسرائيل أبدًا”، مؤكدًا أن إقامة كيان استيطاني صهيوني يُعد ظلمًا سافرًا بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكًا صارخًا لحقوقه المشروعة. ورغم عدم وجود تسجيل رسمي موثق لهذا التصريح بصيغته تلك، إلا أن السياق السياسي والبيانات العلنية التي أدلى بها جناح آنذاك، إلى جانب تغطيات الصحف الباكستانية الكبرى مثل صحيفة داون Dawn، تُظهر جليًا معارضته الصريحة لتقسيم فلسطين ورفضه القاطع لأي تسوية لا تضمن الحقوق الكاملة للفلسطينيين.
وأكد جناح خلال لقاءاته مع الوفود العربية عام 1948 أن جميع أبناء وبنات باكستان يقفون ضد تقسيم فلسطين الجائر، مشددًا على أن الدعم الباكستاني لفلسطين ليس مجرد موقف سياسي عابر، بل نابع من مسؤولية أخلاقية ودينية تجاه الأمة الإسلامية، ورفضًا لسياسات الاستعمار التي كانت وراء تقسيم الأرض وتهجير أهلها.
كما وضع جناح شرطًا واضحًا لأي حديث عن اعتراف محتمل بإسرائيل، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تضمن عودة الحقوق إلى أصحابها. وقال في هذا السياق: “لن نعترف بإسرائيل حتى تُعاد الحقوق المشروعة للفلسطينيين”، وهو ما أصبح لاحقًا حجر الزاوية في السياسة الباكستانية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
اليوم، وبعد أكثر من سبعة عقود على هذا الموقف، لا تزال باكستان متمسكة بثوابت جناح، وترفض التطبيع مع إسرائيل، وتؤكد باكستان في جميع المحافل الدولية على دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
هذا الموقف التاريخي يُجسّد رؤية جناح الثاقبة، ويعكس المبادئ التي قامت عليها باكستان: نصرة المظلوم، والوقوف في وجه الاحتلال، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية دون تردد أو مساومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى