ترجماتمقال رأيمقالاتمقالات مترجمة

كرامة لا تُشترى: البشتون شعب لم يعرف الخضوع.

كتبه/أ. فردوس جمال – –
ترجمة: ( فريق إندس للدراسات الباكستانية)-
لم يخضع شعب خيبر بختونخوا في يومٍ من الأيام لأي شكل من أشكال العبودية، ولم ينحنِ لزعيم قبلي، أو إقطاعي، أو لصاحب سلطة أو نفوذ. لم يعترفوا بسيدٍ عليهم سوى ضمائرهم الحية.
حتى أفقر الفقراء منهم، يختارون الكسب الحلال بكرامة: يبيعون الشاي، يصلحون ويلمّعون الأحذية، يتنقلون من سَكّار الشرقية إلى سَكردو الشمالية بين الأزقة والأحياء، يبيعون الأقمشة والسجاد والسلع، لكنهم لا يقبلون أبدًا العمل تحت إمرة أحد يذلهم أو ينتقص من إنسانيتهم.
أتذكر حين كنت طفلًا، كان هناك “عمو بشتوني” يأتي إلى قريتنا حاملًا على ظهره لعب الأطفال وأدوات المطبخ، ويبادلها بعلب الصفيح القديمة والأحذية الجلدية المستعملة. كان يُقيم في مسجد القرية، يحمل بضاعته على ظهره ذهابًا وإيابًا، يعمل بصمت وكرامة.
لم أرَ في حياتي شعبًا أكثر اجتهادًا من البشتون، يعتبرون العمل عبادة وواجبًا إيمانيًا. وأرى العبارة المكتوبة على العملة الباكستانية ” الأكل من كسب يدك الحلال عبادة ” جاءت من فكرة وزير بشتوني عندما قررت الدولة تصميم العملة الوطنية. البشتون لا يقبلون الأكل عن طريق التسول، يموتون جوعا ومستحيل أن يمدوا ايديهم أمام الآخرين للتسول. ولذلك تجد أغلب الباكستانيين الذين تم القبض عليهم في الدول الخليجية لممارستهم مهنة التسول هم من البنجاب والسند.
وعلى الصعيد السياسي، فهم أكثر وعيًا من شعوب البنجاب والسند. لم يحنوا رؤوسهم لعائلات آل شريف أو آل زرداري، ولم تستطع أي أسرة سياسية دكتاتورية فرض سيطرتها على هذا الشعب الأبي.
ولهذا السبب، لا تجد في خيبر بختونخوا “غاري خدا بخش” ( قصر أسرة زرداري) ولا “جاتي أمره” ( قصر أسرة شريف). فكرامة الإنسان هنا ليست خاضعة لأسماء العائلات أو ابناء الوزراء، ولا لسطوة القصور.
ومن المؤسف أنه في الأشهر الأخيرة، تُشن حملة مدروسة وممنهجة لتشويه صورة البشتون وخيبر بختونخوا، وهي حملة مرفوضة تمامًا وغير قابلة للتسامح.
فانظروا فقط إلى هذا التصريح السخيف لامرأة “مجهولة”. تقول: البشتون شعب غبي وجهلة”. البشتون ليسوا أغبياء بل هم شعب كريم وغيور وشجاع ؛ تقدموا في جميع المجالات وعززوا مكانتهم بين الأمم المتقدمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى