ثقافة وتاريخ

حضارة وادي السند


حضارة وادي السند (الجزء الأول):
حضارة وادي السند، والمعروفة أيضًا بحضارة هارابان، نسبة إلى مدينة هارابا المدينة الأولى التي تم اكتشافها عند التنقيب، تعتبر من أقدم الحضارات التي وجدت في منطقة شبه القارة الهندية والتي تقع على نهرين هما؛ نهر غغارهاكرا، ونهر السند، وتم تصنيف ما تبقى من هذه الحضارة من قبل اليونسكو كمواقع للتراث العالمي، وقد تم اكتشافها أول مرة عام 1921 في باكستان عند منطقة نهر السند، ووجدت العديد من الآثار التي تعود لهذه الحضارة بالكثير من الأماكن الأخرى، منها، كراتشي، ودلهي، وغيرها، وحضارة وادي السند من الحضارات المتطورة منذ العصر البرونزي، كما أن سبب تسميتها يعود إلى مكانها الذي يقع على نهر السند.

نشأة حضارة وادي السند :
بداية النشأة:
بدأت نشأة حضارة وادي السند في منطقة تسمى مهرجاره، تقع على سفح ممر جبلي، في منطقة تسمى حديثًا ببلوشستان، وتقع غرب باكستان، وقد بدأت المرحلة المبكرة من الحضارة في 3300 قبل الميلاد.
الانتشار: انتشرت الحضارة من أفغانستان إلى باكستان والهند، وتم العثور على ما يصل إلى 1052 مدينة تابعة لها.
البقعة الجغرافية النهائية: امتدت حضارة وادي السند من شمال شرق أفغانستان الحديثة إلى شمال غرب الهند وباكستان.
النشأة: تعتبر حضارة وادي السند من أقدم الحضارات الموجودة على وجه الأرض، كما تعتبر أكبر الحضارات القديمة، وتبلغ مساحتها ما يقارب 1,260,000 كم مربع، حيث امتدت على طول نهر السند وأفغانستان وباكستان والهند.
وتقسم نشأة حضارة وادي السند إلى ثلاث مراحل أساسية وهي:
1- مرحلة وادي السند المبكرة من 3300 قبل الميلاد إلى 2600 قبل الميلاد.
2- مرحلة وادي السند الناضجة من 2600 قبل الميلاد إلى 1900 قبل الميلاد.
3- مرحلة وادي السند المتأخرة من 1900 قبل الميلاد إلى 1300 قبل الميلاد.

الذروة:

  • وصل عدد سكان وادي السند وقت ذروتها إلى خمسة ملايين شخص.
  • ازدهرت العديد من المدن في وادي السند، وأهمها مدينة موهينجو دارو ومدينة هارابا.
  • بدأ بناء المدن الكبيرة والرئيسية، وانتشر التحضر في هذه المدن.

أهم الجوانب الاقتصادية لحضارة وادي السند :

الجانب التجاري :

  • اعتمد اقتصاد الحضارة بشكل كبير على التجارة.
  • تم تطوير تكنولوجيا النقل للمساعدة على التجارة بشكل أفضل.
  • استخدمت حضارة وادي السند أول وسيلة نقل ذات عجلات لتسهيل التجارة، وهي العربات التي تجرها الثيران.
  • كان التركيز على التجارة والاستيراد بالمواد الخام من أجل استخدامها في عمليات التصنيع.
  • أهم ما تمت المتاجرة به واستيراده هو، الرصاص والنحاس من الهند، وخشب الأرز من الهيمالايا وكشمير، والذهب، والفضة، والخرز، والصوان، والصدف، والأحجار الكريمة الملونة، واللؤلؤ.

الجانب الزراعي :

  • تعد منطقة وادي السند منطقة خصبة، وقد كانت تحدث بها فيضانات لكن تم السيطرة عليها والاستفادة منها، حيث تعمل هذه الفيضانات على تخصيب الأرض.
  • عاشت الحضارة بشكل أساسي على الزراعة واعتمدت عليها.
    كانوا يزرعون القمح والشعير والبازيلاء والخردل والسمسم والأرز والقطن.

الجانب الصناعي :

  • تشمل الابتكارات التي اشتهرت في هذه الحضارة الأوزان والمقاييس المعيارية.
  • استخدموا التعدين باستخدام النحاس، والقصدير، الرصاص، والبرونز.

الملاحة :

  • كانت حضارة وادي السند جزءًا من شبكة التجارة البحرية.
  • امتدت التجارة البحرية من آسيا الوسطى وحتى الشرق الأوسط.
  • قاموا ببناء القوارب والمركبات المائية.
  • بنوا مرافئ للسفن على الساحل.
  • سلكوا العديد من الطرق البحرية الطويلة من حيث المسافة؛ فمروا ببحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي.

الجانب الفني والأدبي لحضارة وادي السند :

الفنون والعمارة :
نذكر من مظاهر الفنون والعمارة في حضارة وادي السند ما يأتي:

  • التخطيط الحضري المميز.
  • المباني المبنية من الطوب.
  • نظام الصرف الصحي المتطور.
  • إمداد المياه الفريد.
  • بناء المباني الكبيرة غير السكنية.
  • برعوا في بناء القلاع، كما كانت المدن شديدة التحصين.
  • بناء الحمامات العامة.
  • اشتهرت الحضارة أيضًا بفن النحت، خاصة نحت الأختام، وقد كانت الأختام تُزين بأشكال حيوانات.
  • قدموا منتجات مصنوعة من الأحجار الكريمة، كالعقيق.
  • وجد الكثير من التماثيل والمنحوتات من الطين والبرونز والصخور، وأهمها تمثال الفتاة الراقصة.

العلوم :
حقق الشعب في حضارة وادي السند تطورات مختلفة في التكنولوجيا، أهمها:
ابتكروا الأوزان، والمقاييس المعيارية.
الدقة الكبيرة في أدوات قياس الطول، وأدوات قياس الكتلة.
استخدموا نظام تتبع سماوي فريد من نوعه لعلم الفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى